كاميل إدريس وحقبة جديدة في أفريقيا

 


المصدر: الإخبارية السودانية

أثار قرار تعيين الدكتور كامل إدريس ردود فعل واسعة ومتباينة بين القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة والمزارع ووسائل التواصل الإجتماعي التي شهدت تباينات حادة، وتراوحت ردود الفعل بين الرفض القاطع والترحيب الحذر والترحيب الشديد.

تقدم إلى الأمام

يقول نور الدين بابكر، الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني، في مقابلة مع الإخبارية السودانية، إنه يرحب بالقرار ويجد فيه فرصة للتقدم والخروج من أزمة الفراغ السياسي بالبلاد.

ولكنه بعد ساعات قليلة أزال منشوره من على منصة إكس (تويتر سابقا) وصرح بأن البعض أساء فهمه وذكر أنه يعتبر القرار محاولة لتجميل وجه حكومة بورتسودان بالحديث عن رئيس وزراء مدني توافقي. وأكد أن القرار من شأنه إطالة أمد الأزمة، وأنه لن تنجح في لم شمل معسكر الحكومة في بورتسودان، منوها إلى ردود أفعال متباينة من داخل المعسكر مما يؤشر أن قرار التعيين فردي.

خطوة صحيحة ولكنها غير كافية

قال صالح محمود، القيادي في الحزب الشيوعي، إن خطوة تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزراء هي في الإتجاه الصحيح ولكنها غير كافية لفك العزلة عن السلطة. وأوضح في مقابلة مع الإخبارية السودانية إن التعيين جرى من جهة انقلابية لا تتمتع بكامل الشرعية.

ولم يستبعد أن يكون التعيين قد جرى بعد اجراء مشاورات مع جهات إقليمية ودولية لديها مصالح في استمرار الأنظمة الديكتاتورية في السودان للاستفادة من موقع السودان الاستراتيجية ومواردها. واصفا ذلك في حال حدوثه بأنه مؤامرة إقليمية يجب التصدي لها والاستمرار في السعي لاستعادة السلطة المدنية.

شرعية مقبولة

وأكدّ البروفيسور صديق تاور القيادي في حزب البعث الاشتراكي من أهمية التعيين واعتبره تأكيدا لشرعية المجلس السيادة الممنوحة له بواسطة الشعب. وقال البروفيسور صديق تاور في مقابلة مع “الإخبارية السودانية” إن تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزراء محاولة جيدة لفك طوق العزلة الذي اشتد بعد اندلاع الحرب.

خطوة مهمة

رحبت حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل ابراهيم بتعيين الدكتور كامل إدريس الطيب رئيسًا لمجلس الوزراء الانتقالي، ووصف معتصم أحمد صالح أمين الشؤون السياسية في الحركة في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” الخطوة بأنها مهمة وتُنهي فراغًا تنفيذياً استمر لأكثر من ثلاث سنوات ونصف.

وأكد إن تعيين رئيس وزراء مدني يُعد خطوة جوهرية نحو استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي.

من جانبه قال أحمد محمد هارون رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية إن كامل ادريس كفاءة وطنية مستقلة ويقف الموقف الصحيح من التحدي الوطني.

تجيير مواقف

اتهم الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي بتجيير مواقف الدول الأفريقية لصالح أحد أطراف الحرب.

وقال إن ترحيب رئيس المفوضية بتعيين كامل ادريس رئيسا للوزراء يؤدي لتعقيد المشهد السوداني ويقلل من فرص إيقاف الحرب، كما اعتبره دافعا قويا لتحالف السودان التأسيسي ” تأسيس “لتشكيل حكومة السلام والوحدة في أسرع وقت ممكن.

ودعا الدول الأعضاء في الإتحاد الأفريقي لإلزام رئيس المفوضية بموجهات وأهداف الإتحاد الأفريقي، أو أن يتم عزله.

‏دعوة لرفع التعليق

بالمقابل أعرب خالد الاعيسر وزير الثقافة والإعلام عن عن تقدير السودان الكبير لترحيب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بتعيين رئيس وزراء جديد. واعرب عن امله في أن يتخذ الاتحاد الإفريقي خطوات إجرائية عاجلة تُسهم في إعادة السودان إلى موقعه، من خلال رفع تعليق عضويته في الاتحاد.

دعوة للإسراع في تشكيل حكومة

دعا الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الى تسريع الخطى لتشكيل الحكومة المدنية الجديدة ، بعد قرار رئيس مجلس السيادة بتكليف الدكتور كامل ادريس برئاسة مجلس الوزراء المدني الانتقالي، مؤكداً دعمه لرئيس الوزراء الجديد غير المنتمي لأي حزب سياسي .

ورحب الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، معتز الفحل في تصريحات صحفية بتكليف كامل ادريس قائلا إن البلاد “اختارت مسارا صحيحا يتوافق مع السلام والأمن والسيادة والديمقراطية والحكم المدني وإعادة الإعمار بالشراكة مع المجتمع الدولي”.وأضاف إن اختيار ادريس وتشكيل حكومة مدنية جديدة يمثلان خطوات مهمة نحو إحياء الحكم المدني وتحقيق التحول الديمقراطي، وأردف قائلا: هذه التطورات السياسية تمهد الطريق لعودة السودان لمقعده الشاغر بالاتحاد الأفريقي، مشيدا بمواقف وتوجهات وسياسة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف الذي أبدى حرصا شديدا منذ استلامه لموقعه على انهاء تجميد عضوية السودان بالاتحاد الإفريقي.

رئيس وزراء بلا مهام

يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد لطيف في تسجيل صوتي إن البرهان بتعيينه لكامل ادريس رئيسا للوزراء يحاول ان يوحي بأن لديه حكومة مدنية، وإنه يملك قراراً مستقلاً ولا علاقة له بالحركة الإسلامية بجانب رغبته في إغلاق الباب أمام المتطلعين والمتصارعين على منصب رئيس الوزراء.

ويؤكد محمد لطيف إن المطلوبات الحقيقية من رئيس الوزراء في ظل هذه الظروف هي وقف الحرب، و حماية المدنيين، وتقديم الخدمات، و إعادة الاعمار، إعادة السودان إلى الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي.

وقال إن رئيس الوزراء الجديد لن يستطيع تقديم شيء في هذه المجالات مما سيجعله رئيس وزراء بلا مهام.

وأكد إن سبب تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي هو انقلاب 25 أكتوبر2021 ، كما أدى عدم اللجوء إلى التفاوض لوقف الحرب إلى تعقيد العلاقة مع المجتمع الدولي بعد الحرب.

وأضاف: ” إن ترشيح كامل ادريس لنفسه او ترشيحه بواسطة أطراف أخرى بصورة متكررة يؤكد أن المنصب غاية بالنسبة له ولا يتوقع منه أي إنجازات” وتابع المشهد مغلق أمامه وليس بإمكانه تقديم أي انجاز ” موضحا إن الإشكالية تتعلق بصاحب القرار

أحدث أقدم